تقدم سلوكيات القطط في صندوق الفضلات رؤى قيمة حول صحتها الجسدية والعاطفية، حيث تتميز هذه المخلوقات برغبتها الفطرية في الحفاظ على النظافة. تشمل العادات الطبيعية دفن الفضلات بشكل فوري، واستخدام الصندوق مرة أو مرتين يوميًا للبالغين، وتجنب التبرز في المناطق القريبة من الطعام أو الماء، وهي غريزة تعود إلى أسلافها البرية التي كانت تُخفي رائحتها عن المفترسات.
غالبًا ما تشير التغييرات المفاجئة إلى وجود مشكلات كامنة. قد يدل تجنب الصندوق تمامًا على حالات مؤلمة مثل التهابات المسالك البولية (UTIs) أو حصى الكلى، حيث يُعدّ الجهد أو البكاء أثناء التخلص من الفضلات إشارة تحذيرية. كما يمكن أن تؤدي التغيرات السلوكية، مثل رش السطوح الرأسية، إلى الإجهاد الناتج عن الانتقالات أو الحيوانات الأليفة الجديدة أو حتى تغيير ترتيب الأثاث،
حيث يُشير القطط إلى منطقتها للتعامل مع الشعور بعدم اليقين. تحتاج القطط الصغيرة التي تقل أعمارها عن ستة أشهر إلى وصول أكثر تكرارًا بسبب مثانتها الأصغر حجمًا، مع ضرورة فحصها كل ساعة أثناء فترة التدريب على المنزل. كما قد تحتاج القطط المسنة أيضًا إلى زيارات متكررة للصندوق بسبب سلس البول المرتبط بالعمر أو التهاب المفاصل الذي يجعل تسلق الصناديق ذات الجوانب العالية أمرًا صعبًا.
تلعب العوامل البيئية دوراً حاسماً في الحفاظ على العادات الصحية. يوصي الأطباء البيطريون بقاعدة "العدد زائد واحد" للمنازل التي تحتوي على أكثر من قطة — صندوق لكل قطة بالإضافة إلى واحد إضافي — لتقليل المنافسة والنزاعات الإقليمية. كما أن التنظيف اليومي لإزالة الفضلات قبل تراكم الروائح مهم جداً، وكذلك تغيير الرمال بالكامل أسبوعياً باستخدام صابون خفيف وغير معطر يمنع نمو البكتيريا. الموقع يلعب دوراً مهماً أيضاً: تجنبي وضع الصناديق بالقرب من الأجهزة الصاخبة أو في الممرات المزدحمة، ولذلك يُفضل زوايا هادئة وسهلة الوصول إليها.
إذا استمرت السلوكيات غير الطبيعية لأكثر من 48 ساعة، يجب استشارة طبيب بيطري لاستبعاد الأسباب الطبية قبل معالجة أي مشكلات سلوكية محتملة. اكتشاف المشكلات مبكراً — سواء كانت جسدية أو عاطفية — يضمن بقاء قطتك مرتاحة وصحية.